العروي صاحب اقدم محل لجمع الطوابع البريدية والبطاقات القديمة في الجزائر

العروي صاحب اقدم محل لجمع الطوابع البريدية والبطاقات القديمة في الجزائر


على بعد امتار قليلة من محطة القطار (آغا) بقلب العاصمة الجزائرية يوجد اقدم محل صغير لجمع الطوابع البريدية والبطاقات القديمة لصاحبه احمد العروي الذي بدأ هوايته هذه عام 1941.
وكشف العروي (77 سنة) في لقاء لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان اول طابع جمعه كان يحمل الذكرى المئوية لاحتلال الجزائر من قبل الاستعمار الفرنسي سنة 1930 وهو اول طابع جزائري يحمل صورة (الطوارق) وانه تم بيعه انذاك بعشرة دنانير يقتطع منها دينار واحد ليقدم كهية لارامل الشهداء وهذا قبيل استقلال الجزائر ب 24 سنة.
واضاف ان شهر يناير من عام 1960 شهد ميلاد اول مجموعة جزائرية من الطوابع تعبر عن كيان الدولة الجزائرية وان بعض الطوابع الجزائرية اصبحت تجسد الهوية الوطنية من خلال صور مدنها وموانئها وصحرائها.
واوضح العروي 'ان جمع الطوابع هواية اشتهر بها الملوك والامراء' وانها بالنسبة له 'حب دفين' باعتبارها شاهدا على ذاكرة الشعوب حيث يملك في محله الذي يشم الزائر فيه رائحة تعاقب الاجيال دفاتر مخصصة لجمع الطوابع ومن بينها طوابع بريدية لدولة الكويت واخرها طابع بريدي خصص للذكرى الخمسين لعيدها الوطني.
وحول قصة هذه الهواية قال العروي انه بدأها وعمره 20 عاما عندما كان يشتغل ساعيا للبريد ثم تقلد رتبة رئيس سعاة البريد وبين انه نقل هوايته هذه الى ابنه نورالدين الذي اصبح الان يتفنن في جمع وتصفيف مختلف الطوابع البريدية الامريكية والاوروبية والعربية والخليجية والآسيوية منها كما يقومان بعرضها بعدة معارض وطنية ودولية.
ولفت العروي الى انه قبل استقلال الجزائر في سنة 1962 انخرط في العديد من النوادي الخاصة بجمع الطوابع البريدية لكن انطلاقته الحقيقية كانت بعد الاستقلال.
وبين انه نظم 160 معرضا داخل الجزائر وفي مختلف دول العالم وكان اول معرض اقامه في الهواء الطلق في شارع (الشهيد العربي بن مهيدي) بالعاصمة الجزائرية عام 1964 ومن هناك اصبح يضع طاولة بالقرب من تمثال الامير عبدالقادر الجزائري وتحولت تلك الساحة بعد ذلك الى مكان يجتمع فيه الكثيرون من هواة جمع الطوابع البريدية والبطاقات القديمة.
وكشف ايضا انه تلقى اتصالا من مدير الاذاعة لتقديم حلقة اسبوعية خاصة عن هواية جمع الطوابع البريدية ويتم من خلال كل حلقة تناول انواعها المختلفة واختيار بلد من البلدان.
وقال ان الحلقات تلقى رواجا كبيرا من جمهور الطوابع البريدية ومن مختلف الشرائح خاصة الاطفال والتلاميذ.
وعن طريقة جمعه للطوابع البريدية ذكر انه يحصل عليها عن طريق مكاتب البريد وعن طريق المبادلة بين العديد من الزملاء في العالم معتبرا محله كتابا مفتوحا ومكانا يحافظ على صور المدن والبلدان القديمة بكل قيمها الثقافية والحضارية.
وبخصوص زبائنه كشف العروي ان زبائنه من الجزائريين والاجانب يأتون اليه من كل حدب وصوب.
واصبح العروي اليوم عضوا في لجنة اصدار الطوابع البريدية في وزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال الجزائرية.
ودعا في النهاية الى دمج هذه الهواية في دور الشباب ودور الثقافة والمراكز الثقافية والمدارس كونها تنمي فكر التلاميذ في الصغر.


بتاريخ : 03-10-2011
المصدر : Kuna (kuna.net.kw)