بعد أربعة و ثلاثين عامًا من إنشائها ، كانت النتائج محزنة لإتحاد المغرب العربي

يحتفل اتحاد المغرب العربي بالذكرى
الرابعة و الثلاثين لتأسيسه. في 17 فبراير 1989 وقع زعماء تونس وليبيا والجزائر والمغرب وموريتانيا في مراكش على معاهدة تأسيس اتحاد المغرب العربي. الهدف بناء رؤية سياسية وفضاء اقتصادي مشترك. بعد هذه الفترة ، لم يتم تحقيق الأهداف. 'لقد قررنا ، بشكل عفوي ، أنه عندما يتشكل هذا المغرب الكبير ، أي في الأشهر الستة المقبلة (...) ، أن تكون لدينا علاقات مميزة للغاية مع جيراننا الأفارقة' ، قال حينها ملك المغرب ، الحسن الثاني. في ذلك التاريخ ، في مراكش ، آمن به الجميع: حيت ليبيا ذلك اليوم : 'يوم عزة خالدة للأمة العربية' ، والجزائر: 'نتيجة تفوق كل أمل' والمغرب: 'خيار لا رجوع فيه'. خلال مؤتمر صحفي ، خطط الحسن الثاني للترحيب بدول أخرى في الإتحاد المغاربي: 'في إحدى مواد المعاهدة ، تم النص على أن يظل هذا الاتحاد المغاربي مفتوحًا أمام الدول الأخرى التي ترغب في الانضمام. '.
في 17 فبراير 1989 ، أسس رؤساء دول المغرب العربي الخمسة ، المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا ، في اجتماع مراكش بالمغرب منظمة اقتصادية وسياسية تسمى 'اتحاد المغرب العربي'. سبق قمة مراكش الاجتماع الذي عقده رؤساء الدول المغاربية الخمسة في زرالدة (الجزائر) في 10 يونيو 1988 والذي تقرر خلاله تشكيل لجنة كبرى تكون مسؤولة عن تحديد السبل والوسائل التي تسمح بتحقيق اتحاد بين دول المغرب العربي الخمس. وشكل عمل هذه اللجنة فيما بعد برنامج عمل اتحاد المغرب العربي على المدى القصير والمتوسط. بالإضافة إلى التوقيع على المعاهدة ، اعتمدت قمة مراكش إعلانًا رسميًا يتعلق بإنشاء اتحاد المغرب العربي وكذلك برنامج عمل الاتحاد.
رؤساء الدول الخمسة الذين وقعوا على اتفاقية مراكش هم ، اليوم إما ماتوا ، الحسن الثاني من المغرب (23 يوليو 1999) والشاذلي بن جديد (6 أكتوبر 2012 بعد استقالته في 11 يناير 1992) من الجزائر ومعمر القذافي من ليبيا و الذي قُتل أثناء قصف الناتو في 20 أكتوبر 2011 ، وزين العابدين بن علي تُوفي في العربية السعودية في 19 سبتمبر 2019 بعد هروبه بسبب انتفاضة شعبية في يناير 14 عام 2011 أو أُطيح به من السلطة بانقلاب ،الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع أُطيح به في 3 أغسطس 2005 ويعيش في المنفى في قطر.
عقد إتحاد المغرب العربي ستة قمم على التوالي في:
1- تونس في 21 - 23 يناير 1990
2- الجزائر العاصمة 21-23 يوليو 1990
3- راس لانوف (ليبيا) 10-11 مارس 1991
4- الدار البيضاء (المغرب) 15-16 سبتمبر 1991
5- نواكشوط 10-11 نوفمبر 1992.
6- تونس في 2-3 أبريل 1994.
ولادة اتحاد المغرب العربي
الرجال الخمسة الذين كانوا على متن كاديلاك فليتوود ذات السقف المفتوح ، التي تجوب الشوارع الرئيسية لمراكش ظهر يوم 17 فبراير 1989 يقفون و على وجوههم ابتسامة عريضة ،يُحيون الحشود المبتهجة التي تُلوح بصورهم. وقع الملك الحسن الثاني ومضيفوه الجزائري الشاذلي بن جديد والتونسي زين العابدين بن علي والموريتاني معاوية ولد الطايع والليبي معمر القذافي بالأحرف الأولى المعاهدة التأسيسية لاتحاد المغرب العربي. يتوجه القادة المغاربة إلى مسجد الكتبية التاريخي لأداء صلاة الجمعة معًا وبالتالي إعطاء طابع ديني للالتزامات التي تم التعهد بها.
يبدو أن الجميع قد وجدوا حساباتهم في الإتفاق. ويتناول النص توصيات القمة المغاربية التمهيدية التي عقدت في زرالدة بالضاحية الجزائرية في 10 يونيو 1988. وستكون الوحدة الجهوية الجديدة تجمعا اقتصاديا وليس اتحادا سياسيا كما كانت رغبة 'المرشد' الليبي. قرر المؤسسون ، على غرار المجموعة الاقتصادية الأوروبية ، تأليف مجلس رئاسي يتألف من رؤساء الدول الخمسة برئاسة دورية لمدة ستة أشهر.
سيكون لدى اتحاد المغرب العربي أيضًا مجلس لرؤساء الدبلوماسية ، ولجنة مراقبة يشارك فيها عضو من كل حكومة ، ومجلس استشاري مكون من عشرة برلمانيين من كل دولة (تم رفع الحصة إلى 20 ثم إلى 30) ، وهيئة قضائية تتألف من قاضيين من كل دولة وسيتم تفويضهما للتحكيم في أي نزاعات بين الدول الأعضاء. وستكون لها أخيراً أمانتها العامة الدائمة كما أرادها التونسيون.
العقيد معمر القذافي لم يكن متحمسًا جدًا للمشروع لأنه يستبعد 'إخوانه' الأفارقة من دول جنوب الصحراء الكبرى ، سيحصل العقيد القذافي في النهاية على أن 'الدول الأخرى في الأمة العربية والقارة الأفريقية يمكنهم الإضمام إلى المعاهدة بموافقة الدول الأعضاء '(المادة 17). لم يكن الرئيس بن جديد غريبا عن هذه التسوية. قبل ثلاثة أيام من الاجتماع ، طار رئيس الدولة الجزائرية إلى مصراتة في ليبيا لإقناع القذافي المتردد بالمشاركة في القمة. نفسه بن جديد الذي ، 'برؤيته الواضحة والسخية' قرر 'تجاوز الخلافات وطوارئ الساعة' مع الجار المغربي الشقيق. في جميع أنحاء المنطقة ، يبدو أن هناك وعيًا بالتغييرات التي تحدث على نطاق عالمي. في مواجهة انهيار الكتلة الشيوعية وظهور عالم أحادي القطب تسيطر عليه الولايات المتحدة ؛ في مواجهة أوروبا الموحدة ، ليس أمام الدول المغاربية خيار آخر سوى الوحدة. يسود نفس المنطق في المشرق. قبل يومين من ولادة اتحاد المغرب العربي ، اجتمعت في بغداد كل من مصر ،العراق ،الأردن واليمن لتأسيس مجلس التعاون العربي.
آمال كبيرة خيبتها السياسة
تخيلوا بلد يحتل المرتبة السابعة عالميا من حيث المساحة ويشكل ما نسبته 42% من مساحة الوطن العربي. ويبلغ طول شريطه الساحلي حوالي 6505 كلم، أي 28% من سواحل الوطن العربي بأكمله. عدد سكانه يفوق مئة مليون نسمة تقريباً جلهم تحت الثلاثين عاماً.
ناتجه المحلي الإجمالي مقدر ب382,780 مليار دولار ( 2020 ) أي المرتبة 37 عالمياً، ثروات من النفط والغاز الطبيعي(الجزائر،ليبيا)، الحديد (الجزائر، موريطانيا)، النحاس،الذهب، الرخام ، فلاحة متنوعة؛التمور( تونس ، الجزائر) ،الحبوب ( الجزائر، المغرب)،زيت الزيتون ( تونس الثالثة عالميا)،الحمضيات( المغرب ، الجزائر)، ثروة سمكية (موريطانيا)، سياحة ( المغرب و تونس).
فشل زعماء المنظمة الخمسة في عقد قمة منذ 1994. من جانبه ، يريد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي أن يكون واثقًا ويضمن عدم وجود إرادة سياسية سيئة من جانب الدول. حبيب بن يحيى الأمين العام لإتحاد المغرب العربي :' لا شك أن الإرادة السياسية ما زالت موجودة'. ومع ذلك ، من الناحية الاقتصادية ، فإن الاتحاد الجمركي المعلن والسوق المشتركة لم ير النور أبدًا. لذلك فهو فشل سيكلف البلدان المغاربية مليارات الدولارات كل عام.
سيعقد اتحاد المغرب العربي ست قمم ويتبنى عددًا كبيرًا من الاتفاقيات ، لكن أنشطته ستتجمد تمامًا في عام 1995 بعد أزمة جديدة بين الرباط والجزائر ، انعكس ذلك بشكل خاص في قرار المغرب بفرض تأشيرات دخول على الجزائريين وإغلاق الجزائر الحدود البرية بين البلدين. ضحية الحظر الدولي منذ عام 1992 ، تُظهر ليبيا عدم اهتمامها بالإتحاد ، وتنتقد الأعضاء الآخرين بسبب 'عدم تضامنهم'.و تبقى آخر قمة عُقدت في أبريل 1994 في تونس.
معالم الكاتالوج:
Michel MR 961
Stamp Number MR 660
Yvert et Tellier MR 632
Stanley Gibbons MR 936
تاريخ الإصدار: 17 فبراير 1990

بتاريخ : 12-03-2023
الكاتب : كريم بوكرزازة