في الذكرى الـ 75 لتأسيس المنظمة الخاصة إصدار طابع بريدي تخليدا لهذه الذكرى

في الذكرى الـ 75 لتأسيس المنظمة الخاصة إصدار طابع بريدي تخليدا لهذه الذكرى


احتضن المركز الوطني ندوة تاريخية حول «المنظمة الخاصة ومشروع تفجير الثورة التحريرية»، بالتزامن مع الذكرى 75 المخلّدة لتأسيسها، وتمّ خلالها الإعلان عن إصدار طابع بريدي يوثق تاريخ المنظمة الخاصة، كما تمّ توقيع اتفاقية تعاون بين مركز الدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر والمدرسة العليا للأساتذة.

تميزت الندوة بعرض شريط وثائقي من إنتاج وزارة المجاهدين وذوي الحقوق حول تاريخ نشأة المنظمة الخاصة والمناضلين اللذين ساهموا في تأسيسها بداية من أكتوبر 1954 إلى غاية تفجير الثورة التحريرية في 1 نوفمبر 1954.
وأشار الدكتور مصطفى سعداوي أستاذ محاضر بجامعة البويرة أن: «المنظّمة الخاصة من المبدأ إلى التطبيق» على أن قرار إنشاء المنظمة الخاصة اتخذ خلال مؤتمر لحزب الشعب انعقد في سرية يومي 15 و16 فيفري 1947 في بوزريعة وبلكور من أجل إعادة جمع أعضاء الحزب الذي كان يمر بفترة عصيبة، وكانت المنظمة الخاصة ذات طابع شبه عسكري مهمتها تتمثل في التحضير للثورة.
لكن بعد ثلاث سنوات في شهر مارس 1950 اكتشفت وجودها مصالح الأمن للاحتلال الفرنسي، وقال الأستاذ مصطفى سعداوي: «وهذا يجعلنا نطرح الإشكالية التالية: إلى أي مدى نجحت الثورة منذ نقلها من مستوى التصوّر إلى مستوى التطبيق؟ وأيضا التساؤل:
لماذا تمّ تأسيسها في هذا الوقت بالذات، ماهي إنجازاتها، ماهي الأسباب وراء انفضاحها وتفكيكها وحلّها وماهي دلالات هذا التفكك؟».
واعتبر الباحث مصطفى سعداوي أن تأسيس المنظمة الخاصة ليس طفرة، مؤكدا أنه في حقيقة الأمر هو استكمال لتراكم تاريخي لنضالات الشعب الجزائري، حيث إن هذه الفكرة بدأت منذ أن وطأت أقدام الاستعمار الفرنسي أرض الجزائر من خلال المقاومات، وقال: «لكن فشل هذه المقاومات التي تمّ إخمادها أرجأ فكرة تجسيدها مرة أخرى على أرض الواقع، لكن مع الحرب العالمية الثانية ساهمت في هذا السياق عدة عوامل لعودة تجسيد الفكر الثوري على أرض الواقع، منها التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي عاشها المجتمع الجزائري في المدن من خلال المجتثين وفي الريف من خلال القوى التقليدية التي عادت إلى الساحة السياسية»، وأكد ذات المتحدث على وجود عامل آخر وهو التناقض بين الآمال المتصاعدة من جوان 1940 إلى ماي 1945، كحل مشكلة الاستعمار خاصة مع نزول الحلفاء في الجزائر وصدور بيان الجزائر، لكن هذه الآمال خيبت مع مجازر 08 ماي 1945 فكان الدرس أن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، بالإضافة لعمل تشكل مناخ دولي لبداية كفاح مسلّح حيث تضاءلت قوة الدول العظمى الاستعمارية وظهرت بالمقابل قوى جديدة وهي امركيا والاتحاد السوفياتي، (سابقا) فعاد في تلك الفترة مصالي الحاج وشارك في الانتخابات بالرغم من أنه كان يقاطعها في الماضي، وهذا ما أحدث رجة كادت أن تمزق الحزب، وبانعقاد ندوتي نوفمبر 1946، وفيفري 1947 تمّ إرضاء الأعضاء المجتمعين وتقرر خلالها انشاء المنظمة الخاصة.
وفي ذات السياق، أكد المحاضر أنه من أسباب تأسيس المنظمة الخاصة في 1947 تسكين والحفاظ على التوازنات داخل حزب الشعب الجزائري، معتبرا ذلك كان حلا مؤقتا، غير أن الحلول المؤقتة جعلت حزب الشعب في وضعية سيئة في المستقبل، ما أدى إلى حل المنظمة التي فشلت في السنوات الأخيرة لأن هدف تأسيسها لم يكن تفجير الثورة بل تسكين الصراعات الداخلية، وبالرغم من حلها إلا أن الجانب الإيجابي في المنظمة الخاصة يكمن في تحرير طاقات ثورية، حيث زفّ موعد انطلاق الثورة في نوفمبر 1954.
وأشار الدكتور محمد رزيق في مداخلته «الطابع البريدي ورمزيته في ترسيخ الذاكرة الوطنية» إلى أن الجزائر ومنذ احتلالها من طرف الاستعمار الفرنسي وهي تقاومه على مدى 132 عاما، وأن ثورة نوفمبر 1954 هي استمرار لفلسفة المقاومة التي يؤمن بها الجزائريون، كما أكد المتحدث أن هذه الفلسفة قائمة على اللاّانهزام ورفض المستعمر وهي نفسها الفكرة التي تحدث المنظر الاستراتيجي الأمريكي سامويل هانتنغتون في كتابه صراع الحضارات، والذي قسّم فيه العالم إلى 9 حضارات كبرى تتنافس فيما بينها في إطار صراع المركز والمحيط والنظرية الصفرية القائمة على ضرورة القضاء على كل الأطراف لضمان بقاء المركز.

بتاريخ : 17-02-2022
الكاتب : فاطمة الوحش
المصدر : Ech Chaab (ech-chaab.com)