الهاوي عبد القادر شقرون من مدينة تلمسان : جمع الطوابع البريدية والتصوير الفوتوغرافي يساهمان بشكل كبير في التعريف بثقافات الشعوب و الأمم

الهاوي عبد القادر شقرون من مدينة تلمسان : جمع الطوابع البريدية والتصوير الفوتوغرافي يساهمان بشكل كبير في التعريف بثقافات الشعوب و الأمم


يعتبر عبد القادر شقرون ابن مدينة تلمسان العريقة غرب الجزائر العاصمة من المهتمين والشغوفين بجمع الطوابع البريدية حيث كانت بداية هذا الهاوي سنة 1984 ،مذ كان تلميذا في الصف الابتدائي

و عمره آنذاك لا يتعدى العشر سنوات و حافظ على هذه الهواية بتشجيع من والده المجاهد المرحوم الحاج غوثي شقرون و أخيه الأكبر محمد إلى غاية يومنا هذا .بحيث في تلك الفترة لم يكن هناك تكنولوجيات الإعلام الآلي و الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مثلما هو الحال حاليا ، و كان الحصول على طابع بريدي أشبه بالمعجزة ، لكن بحكم الإرادة و التواصل مع الآخرين تمكن شقرون من تدعيم مجموعته من طوابع البريد لمختلف دول العالم .

وفي مقارنته بين التواصل التقليدي في القديم عن طريق الرسائل والتواصل الحالي في ظل تطور التواصل الرقمي أكد محدثنا أنه مهما تطورت تكنولوجيات الاتصال، إلا أن الرسالة الورقية و المكتوبة لها بصمة و قيمة خاصة لعدة أسباب و أن الرسالة المسافرة حسب الأستاذ عبد القادر شقرون تعتبر وثيقة طوابعية هامة خاصة إذا كان الطابع الذي عليها ذو قيمة ، إضافة إلى أن الرسالة هي شيء ملموس يجعلك تحن أحيانا للكتابة و تشتاق كذلك لإعادة قراءتها بين الفينة و الأخرى و يعود بك الزمن إلى سنوات ماضية.شقرون أكد أيضا أنه يحتفظ برسائل من دول أخرى عمرها أكثر من 30 سنة و من مختلف بلدان العالم.

وفي سياق ذو صلة كشف الهاوي عبد القادر شقرون أنه مولع كذلك بفن التصوير الفوتوغرافي و هي الهواية التي أحببها ومارسها لفترة من الزمن إلا أنه مع تطور التكنولوجيات أصبح يمارسها بكل شغف لأنها تساهم في إبراز الموروث الثقافي و التراثي للجزائر كما أن هذه الهواية تسمح باكتشاف عمق الوطن والتعريف بما يزخر به من مناطق سياحية والترويج لها عن طريق الصورة التي تعبر عن نفسها. أما عن واقع جمع الطوابع البريدية في الجزائر أكد محدثنا أن الاقبال على هذه الهواية يبقى متوسط جدا إذ لم نقل أنه ضعيف رغم محاولاته تشجيع الشباب على هذه الهواية ، مرجعا بذلك السبب إلى الجانب المادي الذي يعتبر من أبرز الأسباب في ذلك بحيث أن اقتناء مجموعة من الطوابع البريدية مكلف ناهيك عن معدات و لوازم ترتيبها كالالبومات و كاشف العلامة المائية و غيرها ، على عكس التصوير الفوتوغرافي الذي يشهد إقبالا متزايدا و مكثفا للغاية و نلمس كل هذه المؤشرات في الصالونات و المعارض الخاصة بها ، حيث تجد في معرض للصورة الفوتوغرافية 50 مشاركا و أزيد من ذلك أما في الطوابع البريدية فإنك تجد 20 مشاركا و أحيانا أقل من ذلك للأسباب التي ذكرت يضيف عبد القادر شقرون ، مؤكدا في هذا الصدد أنه شارك في عدة تظاهرات محلية ، وطنية و حتى دولية و أحرز العديد من الأوسمة و الميداليات و الجوائز و نال العشرات من الشهادات الشرفية في الطوابع البريدية وكذا في التصوير الفوتوغرافي ،كما مثل ولاية تلمسان خصوصا و الجزائر بشكل عام في العديد من الصالونات العربية و الدولية ، فضلا عن ذلك أشرف الأستاذ شقرون على العديد من الدورات التكوينية لفائدة المهتمين وقدم عدة محاضرات و مداخلات حول الموروث الثقافي الجزائري في الطوابع البريدية و من خلال التصوير الفوتوغرافي كذلك. كما اعتبر الهاوي عبد القادر شقرون أن هواية جمع الطوابع البريدية و التصوير الفوتوغرافي من أجمل الهوايات التي يمكن للفرد أن يمارسها لما لها من تسلية و متعة و تساعد على معرفة الكثير من الأمور سواء المتعلقة بثقافات الشعوب و الأمم أو تلك التي لها صلة بخصوصياتها و غيرها ناهيك على توسيع دائرة محيط التعارف مع الأصدقاء من داخل و خارج الوطن .

بتاريخ : 28-04-2020
الكاتب : بوجمعة مهناوي
المصدر : Al Tahrir (altahrironline.dz)